تتشابه انطلاقة كريستيانو رونالدو قائد المنتخب البرتغالي، مع بداية لامين يامال نجم منتخب إسبانيا الواعد، في بطولات كأس أمم أوروبا "يورو" إلى حد كبير، فهل يلقى الماتادور الصغير مصير "الدون"؟
لقد بدأ رونالدو ويامال اللعب على المستوى الدولي في سن مبكرة، فيما ظهرا بالبطولة القارية الأهم في العالم في فترة المراهقة، بل وجذبا أنظار الجميع بأداء لافت، ساهم في قيادة منتخبيهما لنهائي البطولة.
توهج في المراهقة
يستحوذ يامال على الأضواء حاليا، بعدما أصبح "النجم الأبرز" في صفوف المنتخب الإسباني المشارك في "يورو 2024"، رغم أنه لم يتم عامه الـ17 بعد.
وقدّم اللاعب، الذي بدأ مسيرته الدولية في سبتمبر/أيلول الماضي، أداءً فاق التوقعات مع جيل شاب من الإسبان، ليجد نفسه على بُعد 90 دقيقة من منصة التتويج بكأس الأمم الأوروبية.
وشارك يامال أساسيًا في 5 مباريات بالبطولة المقامة في ألمانيا، بينما شارك كبديل ضد ألبانيا، فقط بهدف إراحته بعد ضمان التأهل للأدوار الإقصائية.
وساهم جناح برشلونة الأعسر في 4 أهداف، بتسجيل هدف ضد فرنسا في نصف النهائي، وصناعة 3 لزملائه في مباريات كرواتيا، وجورجيا، وألمانيا على الترتيب.
وبات يامال أصغر لاعب يسجل في تاريخ البطولات الكبرى (كأس العالم وكأس أمم أوروبا) بعمر 16 عامًا و362 يومًا، حسب شبكة "أوبتا"، متفوقًا على الأسطورة الراحل بيليه، الذي أحرز بعمر 17 عامًا و239 يومًا.
ديجافو 2004
تألق صاحب الأصول المغربية بهذه الصورة في هذا العمر يعد ديجافو (هي ظاهرة مأخوذة من كلمة فرنسية تعني شوهد من قبل)، حيث أعاد للأذهان ما فعله رونالدو في نسخة 2004 بعمر 19 عامًا، عندما لعب البطولة في البرتغال، وسط آمال كبيرة ببزوغ نجمه.
وكما هو الحال بالنسبة ليامال حتى الآن، ساهم رونالدو خلال تلك النسخة في 4 أهداف، لكنه سجل هدفين، وصنع مثلهما.
وبلغ جناح سبورتنج لشبونة في ذلك الوقت ذروة تألقه بالبطولة في مباراة هولندا في الدور نصف النهائي، عندما سجل هدفًا وصنع آخر ليقود البرتغال لفوز صعب (2-1).
وقبل النسخة الجارية من البطولة، كان رونالدو صاحب الرقم القياسي لأصغر لاعب يسجل في أول ظهور له بالنهائيات، بعمر 19 عامًا و128 يومًا.
لكن، هذا الرقم تحطم مرتين في "يورو 2024"، الأولى عندما هز التركي أردا جولر شباك جورجيا بعمر 19 عامًا و114 يومًا، والثانية بإمضاء يامال نفسه أول أمس، الثلاثاء الماضي، ضد فرنسا.
وتعد بطولة "يورو 2024" أول نسخة تشهد نجاح اثنين من المراهقين (يامال وجولر) في التسجيل وصناعة الأهداف، منذ 2004، حين فعل رونالدو، والإنجليزي واين روني، الأمر نفسه.
في 2004، كان يُنظر إلى رونالدو على أنه "نجم المستقبل الصاعد بسرعة الصاروخ"، وبينما لم يخيّب النجم البرتغالي التوقعات ليصبح أحد أساطير اللعبة بعد عقدين من التألق، ستجيب الأيام على السؤال المهم: هل يقتفي يامال الأثر نفسه؟
نهاية درامية
بعد مشوار ناجح في 5 مباريات بكأس أوروبا 2004، شهد التفوق على عمالقة بحجم إسبانيا، وإنجلترا، وهولندا، وبينما كان رونالدو يحضّر نفسه لأول لقب كبير في مسيرته قبل المباراة النهائية، اصطدم بواحدة من أشهر مفاجآت البطولة عبر التاريخ.
ورغم خوض منتخب البرتغال النهائي على أرضه، مدعومًا بترسانة من النجوم مثل: لويس فيجو، وديكو، وباوليتا، إضافة إلى الصاعد رونالدو، إلا أنه تلقى هزيمة صادمة بهدف أمام اليونان بقيادة الألماني أوتو ريهاجل.
وانهار رونالدو باكيًا عقب تلك المباراة في مشهد شهير، يتذكره كثيرون، وكأنه كان يعلم أن هذا اللقب سيظل عصيًا عليه لمدة 12 عامًا، قبل أن يكسر نحسه في 2016 بنسخة فرنسا.
وكما بدأت مسيرة رونالدو في "يورو" بالدموع، جاءت النهاية بمشهد مشابه وسط ظروف مختلفة، حين بكى الهدّاف التاريخي للمنتخبات في مباراة سلوفينيا بثمن نهائي النسخة الجارية، فيما أعلن أن 2024 هي المشاركة الأخيرة له.
فرصة ذهبية
سيحاول يامال تجنب مصير رونالدو في الظهور الأول، عندما يواجه المنتخب الإسباني نظيره الإنجليزي في نهائي النسخة الجارية الأحد المقبل، ليكمل بنجاح أولى خطواته في طريق المجد، الذي رسمته جماهير اللاروخا.
ورغم صغر عمره، يعقد الإسبان آمالًا كبيرة على يامال، خصوصًا أنه بدأ مسيرته مع جيل صاعد بلا نجوم كبار، ما منحه فرصة اللعب أساسيًا، لكن في نفس الوقت يضع على كاهله ضغوطًا قد تأتي بنتيجة عكسية.
ولم يقدم "يويفا" جائزة لأفضل لاعب شاب في نسخة 2004، حيث استحدث الجائزة في 2016، بينما يبدو يامال قد ضمن هذه الجائزة في النسخة الجارية بغض النظر عن نتيجة النهائي.
وبينما لعب رونالدو أول نهائي له وسط جماهيره وأمام منتخب صغير، سيجد يامال نفسه مطالبًا باختراق دفاع المنتخب الإنجليزي، الذي يضم أسماء لامعة، لتتويج جهوده المميزة في هذه المرحلة المبكرة من مسيرته.
تعليقات
إرسال تعليق